
الاخ اللواتي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد جاء في رواياتنا: أنّ الحجّة قبل النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو أبو طالب(عليه السلام).
قال العلاّمة المجلسي: ((وقد أجمعت الشيعة على إسلامه، وأنّه قد آمن بالنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في أوّل الأمر، ولم يعبد صنماً قط، بل كان من أوصياء إبراهيم(عليه السلام)...))(1).
ولكنّه كان يعمل بالتقية، أي: لم يظهر أنّه حجّة، وإلاّ لقتل كأهل الكهف.
وروي عن الإمام الصادق(عليه السلام): (أنّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: إنّ أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان، وأظهروا الكفر، فآتاهم الله أجرهم مرّتين، وإنّ أبا طالب أسرّ الإيمان، وأظهر الشرك، فآتاه الله أجره مرّتين)(2).
ودمتم في رعاية الله
(1) بحار الأنوار 35: 138 الباب الثالث.
(2) شرح نهج البلاغة 14: 70، الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: 84.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنّ أبا طالب كان ذا تأثير ملموس في دفاعه عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، لِما له من منزلة ومكانة عند قريش، فهو شيخ الأبطح, ولا يبقى محافظاً على هذه المكانة التي يستطيع أن يدافع بها عن رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلاّ بأن يخفي إيمانه ويظلّ على دين قومه في الظاهر حتّى لا يعطيهم حجّة عليه ويطعنوا في زعامته, وأمّا إذا أعلن إسلامه وأصبح كغيره من المسلمين فإنّ غناءه عن رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) سيكون كأحدهم وهم لم يستطيعوا الدفع عن رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لضعفهم واستضعافهم من قبل قريش.
ودمتم في رعاية الله
(( وَإِذ قَالَ إِبرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَومَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )) (الأنعام:74).
(( وَ مَا كَانَ استِغفَارُ إِبرَهِيم لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبِيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لّلّهِ تَبَرَّأَ مِنهُ )) (التوبة:114).
(( إِذ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعبُدُ مَا لَا يَسمَعُ وَلَا يُبصِرُ وَلَا يُغنِي عَنكَ شَيئاً )) (مريم:42).
(( إِذ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَومِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُم لَهَا عَاكِفُونَ )) (الأنبياء:52).
(( إِذ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَومِهِ مَا تَعبُدُونَ )) (الشعراء:70).
(( إِذ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَومِهِ مَاذَا تَعبُدُونَ )) (الصافات:85).
(( وَإِذ قَالَ إِبرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَومِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعبُدُونَ )) (الزخرف:26).
(( إِلَّا قَولَ إِبرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَستَغفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَملِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيءٍ رَبَّنَا عَلَيكَ تَوَكَّلنَا وَإِلَيكَ أَنَبنَا وَإِلَيكَ المَصِيرُ )) (الممتحنة:4).
الاخ ابراهيم المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لسنا نحن الوحيدون الذين نقول أنّ أبا إبراهيم(عليه السلام) لم يكن هو آزر، بل اسمه: تارخ.
يقول الزجّاج: ((لاخلاف بين النسابين أنّ اسمه (تارخ) ))(1).
وعلى هذا فآزر كان عمّه، وإطلاق لفظ الأب على العمّ في لغة العرب(2) والقرآن(3) شائع، ومنه الحديث المعروف: (عمّ الرجل صنو أبيه)(4).
وفي تفسير البغوي: ((وقال سعيد بن المسيّب ومجاهد: آزر اسم صنم، فعلى هذا يكون في محلّ نصب تقديره أتّتخذ آزر إلهاً))(5).
وفي تفسير ابن كثير: ((قال الضحّاك عن ابن عبّاس: إنّ أبا إبراهيم لم يكن اسمه آزر، وإنّما كان اسمه: تارخ، رواه ابن أبي حاتم... يعني بآزر: الصنم، وأبو إبراهيم اسمه: تارخ، وأُمّه اسمها: شاني... وهكذا قال غير واحد من علماء النسب أنّ اسمه: تارخ))(6).
ولذا نرجو منك أن تدقّق في فهم آي القرآن الكريم، ولا تأخذ بالمعنى العرفي عند العوام للفظة الأب وتفسّر بها القرآن الكريم؛ فإنّ طريقة حشدك للآيات القرآنية لا تظهر إلاّ هذا.
ودمتم في رعاية الله