
مع ذكر بعض المصادر التي تذكر نماذج من ظلمه.
الاخت عبير المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا كان خير الكلام ما قلّ ودلّ، فإنّ في ما يرويه ابن عبد ربّه الأندلسي في (العقد الفريد) كفاية؛ قال: ((أبو أُميّة، عن أبي مسهر، قال: حدّثنا هشام بن يحيى، عن أبيه، قال: حدّثنا عمر بن عبد العزيز، قال: لو جاءت كلّ أُمّة بمنافقيها وجئنا بالحجّاج، لفضلناهم)).
وقال أيضاً: ميمون بن مهران، عن الأحلج، قال: ((قلت للشعبي: يزعم الناس أنّ الحجّاج مؤمن!! قال: مؤمن بالجبت والطاغوت، كافر بالله)).
وأيضاً علي بن عبد العزيز، عن إسحاق بن يحيى، عن الأعمش، قال: ((اختلفوا في الحجّاج، فقالوا: بمن ترضون؟ قالوا: بمجاهد، فأتوه فقالوا: إنّا اختلفنا في الحجّاج، فقال: أجئتم تسألونني عن الشيخ الكافر؟!)).
وأيضاً محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، قال: ((سمعت القاسم بن محمّد يقول: كان الحجّاج بن يوسف ينقض عرى الإسلام عروة عروة))(1).
وقال ابن حجر: أخرج الترمذي من طريق هشام بن حسان: ((أحصينا من قتله الحجّاج صبراً فبلغ مائة وعشرين ألفاً...
وقال طاووس: عجبت لمن يسمّيه مؤمناً، وكفّره جماعة، منهم: سعيد بن جبير، والنخعي، ومجاهد، وعاصم بن أبي النجود، والشعبي، وغيرهم))(2).
وأمّا سيرته مع العلويّين، فيكفي في نصبه ما أخرجه الأندلسي في (العقد الفريد) من تهديده ليحيى بن يعمر، في استخراج بنوّة الحسنين(عليهما السلام) لرسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) من القرآن أو يضرب عنقه(3)!
وأمّا المصاهرة، فإنّه خطب إلى ابن جعفر وهدّده فأجابه، واتّصل الخبر بعبد الملك بن مروان، فكتب إليه ينهاه ويوبّخه ويأمره بطلاقها فطّلقها، وكان بعد لم يدخل بها...انتهى(4).
ونضيف إلى ما سبق: الإشارة إلى ما قاله السيوطي في (تاريخ الخلفاء): ((لو لم يكن من مساوي عبد الملك إلاّ الحجّاج وتوليته إيّاه على المسلمين وعلى الصحابة(رضي الله عنهم) يهينهم ويذلّهم قتلاً وضرباً وشتماً وحبساً، وقد قتل من الصحابة وأكابر التابعين ما لا يحصى، فضلاً عن غيرهم، وختم عنق أنس وغيره من الصحابة ختماً يريد بذلك ذلّهم، فلا رحمه الله ولا عفا عنه))(5).
ودمتم في رعاية الله