
الأخ حسين المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشتهر بلقب: (السهروردي) جملة من الأعلام، أبرزهم اثنان:
أحدهم: أبو حفص شهاب الدين عمر بن محمّد الشافعي الصوفي، اشتهر في بغداد وأصبح شيخها، ألّف كتاب (عوارف المعارف)، توفّي سنة (632هـ).
والآخر - ولعلّه المقصود في السؤال - الشيخ شهاب الدين أبو الفتوح يحيى بن حبش الفيلسوف، صاحب كتاب (حكمة الإشراق)، وكان يُتّهم بانحلال العقيدة، فأفتى علماء حلب بإباحة قتله، فقتله الملك الظاهر بن السلطان صلاح الدين الأيّوبي سنة (587هـ) وعمره نحو ست وثلاثين سنة(1).
وقد سلك في فلسفته مسلك الحكماء الفرس الفهلويين، وقد اشتهرت كتبه، وخاصّة (حكمة الإشراق)، وكتاب (هياكل النور)، وكتاب (التلويحات)، وقد كان ذا أثر كبير على صدر الدين الشيرازي، صاحب (الأسفار)، الذي كان يثني عليه كثيراً في كتبه ويسمّيه بـ(الحكيم الاشراقي).
أمّا سبب قتله، فإنّه دخل في مناظرات مع فقهاء حلب، فلم يستطيعوا مجاراته، فسعوا به إلى السلطان فقتله(2)، ولا يمكن دمغه بالإلحاد، ولعلّ من اتّهمه بذلك لم يستطع فهم مراده، ولم يذكروا نصّ ما شنعوا عليه، أو ما ألزموه من قوله في مناظراته، فلربّما لا يعدو ما نسبوه إليه سوى تهمة وحسداً!
ودمتم في رعاية الله