
الأئمّة(عليهم السلام) لهم مكانة كبيرة جدّاً عند الله سبحانه وتعالى والنبيّ الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، سمعت من أحد الخطباء بأنّ أساميهم مكتوبة على العرش، فلماذا الله سبحانه وتعالى لم يذكرهم بالاسم؟ مثلاً الحسين(عليه السلام) ضحّى من أجل الإسلام ولا توجد آية مكتوب بها اسمه، والإمام عليّ(عليه السلام) يقتل وهو يصلّي ولا نرى اسمه! ما هو السبب؟!
والكاظم(عليه السلام) يصلّي، وطويل السجدة.. والإمام السجّاد، يقال بأنّه يوم الحساب الله سبحانه وتعالى يسأل: من هو زين العباد؟ لا يقوم النبيّ ولا أيّ أحد، وإنّما يقوم زين العابدين الإمام عليّ بن الحسين(عليه السلام)، فلماذا لم يذكر اسمه؟
السؤال مرّة أُخرى: لماذا الله لم يذكر أسماء الأئمّة في القرآن؟
الأخ محمد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل كلّ شيء يجب أن نذكّر بوجود منهج قرآني واضح في آيات الذكر الحكيم، وهو: ذكر أسماء بعض الماضين سواء كانوا صالحين أم طالحين؛ لأخذ العبرة والتذكّر، وعدم ذكر من يأتي مستقبلاً، سواء كان صالحاً، كالمهدي(عليه السلام)، أو طالحاً، كالدجّال.
ثمّ إنّ الأئمّة(عليهم السلام) وإن لم يكونوا مذكورين في القرآن الكريم بأسمائهم، فإنّهم مذكورون بالصفة والعلامة، فمثلاً أمير المؤمنين(عليه السلام) قد ذُكر في كثير من الآيات بصفته التي لا يشاركه فيها أحد، كما في آية: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )) (المائدة:55), فهو المقصود من: الذين يؤتون الزكاة وهم راكعون؛ لأنّه قد تصدّق بخاتمه في حال الركوع، فنزلت هذه الآية، وأغلب المفسّرين متّفقون على نزولها في عليّ(عليه السلام) إلاّ بعض النواصب الذين يحاولون أن يجرّدوا أهل البيت(عليهم السلام) من كلّ فضيلة حباهم الله بها(1).
وقد ورد ذكر الخمسة أصحاب الكساء في سورة الإنسان، فهذه السورة قد نزلت فيهم بالاتّفاق.
وورد أيضاً ذكر أمير المؤمنين(عليه السلام) في آية: (( وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَولاهُ وَجِبرِيلُ وَصَالِحُ المُؤمِنِينَ )) (التحريم:4), وصالح المؤمنين هو: عليّ(عليه السلام)(2)، ويمكنك أن ترجع إلى بعض تفاسير الشيعة، كـ(البرهان) للبحراني(3)، و(الميزان) للطباطبائي(4)، فتطّلع على ما نزل في حقّهم(عليهم السلام) من القرآن.
ودمتم في رعاية الله