
الأخ السيد احمد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكلام المذكور غير صحيح؛ فعبد الرحمن بن ملجم(لعنه الله) كان في مصر، وكان أوّل لقائه بالإمام عليّ(عليه السلام) عندما بعث محمّد بن أبي بكر وفداً من مصر فيهم عبد الرحمن، ولم يكن يعرفه قبل ذلك، بل قال له عند قراءة اسمه في كتاب محمّد بن أبي بكر: أنت عبد الرحمن؟ وهذا دليل على عدم معرفته والتقائهما سابقاً.
وكان الإمام عليّ(عليه السلام) يعرف أنّ عبد الرحمن سوف يكون قاتله، وكان يصرّح بذلك للبعض..
فقد قال(عليه السلام): (إذا سرّكم أن تنظروا إلى قاتلي، فانظروا إلى هذا)، قال بعض القوم: اَوَ لا تقتله، أو قال: تقتله؟ فقال: (من أعجب من هذا! تأمروني أن أقتل قاتلي؟)(1).
وفي بعض الأخبار: أنّ عبد الرحمن كان ممّن قاتل أمير المؤمنين(عليه السلام) في النهروان وفلت من القتل، وتعاهد هو واثنين من أصحابه على الثأر لأصحابهم في النهروان(2).
فهذه حال عبد الرحمن وعداوته الباطنية لأمير المؤمنين(عليه السلام), والإمام كان عارفاً بذلك، فلذلك عندما بايع عبد الرحمن الإمام(عليه السلام)، دعاه الإمام وتوثّق منه وتوكّد عليه ألاّ يغدر ولا ينكث, ففعل، ثمّ أدبر عنه، فدعاه أمير المؤمنين(عليه السلام) ثانية، فتوثّق منه وتوكّد عليه ألاّ يغدر ولا ينكث، ففعل, ثمّ أدبر عنه، فدعاه أمير المؤمنين(عليه السلام) الثالثة، فتوثّق منه وتوكّد عليه ألاّ يغدر ولا ينكث, فقال ابن ملجم: والله يا أمير المؤمنين! ما رأيتك فعلت هذا بأحد غيري؟! فقال أمير المؤمنين:
أُريد حبائه ويريد قتلي ***** عذيرك من خليلك من مراد
امض يا بن ملجم فو الله ما أرى أن تفي بما قلت(3).
فلم تكن علاقة عبد الرحمن بالإمام(عليه السلام) سوى كونه فرداً من الأُمّة بايع الإمام بعدما جاء من مصر، وظلّ في دولة الإمام(عليه السلام) إلى أن خرج عليه في النهروان، وقتله بعد ذلك ثأراً لأصحابه وتلبيه لرغبة امرأة تعلّق قلبه بها.
ودمتم في رعاية الله