
هل لديكم أدلّة من كتب الشيخ الرئيس أو ممّن ترجم له على أنّه من الاثني عشرية؟
الأخ علي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد ذهب جماعة إلى تشيّعه، مثل: صاحب (مجالس المؤمنين) القاضي نور الله التستري، وذهب آخرون إلى كونه: إسماعيلياً، وقد رجّح السيّد محسن الأمين في (أعيان الشيعة) كونه شيعيّاً إسماعيلي المذهب(1)، في حين يقتصر غيره على أنّه شيعيّ، وربّما يريد بذلك: الشيعة بالمعنى الأعمّ، الذي يشمل الإمامية والإسماعيلية وغيرها من الفرق، كما فعل ذلك الشيخ آية الله السبحاني في أحد كتبه(2)، ولعلّ هذا هو الذي أوهم بكونه إمامي المذهب، مفسّرين قول بعضهم بكونه: شيعيّاً، بالمعنى الأخصّ من كلمة الشيعة.
وقد صرّح أيضاً بعقيدة ابن سينا: الزركلي في كتابه (الأعلام) نقلاً عن ابن قيّم الجوزية، إذ قال: ((كان ابن سينا - كما أخبر عن نفسه - هو وأبوه من أهل دعوة الحاكم من القرامطة الباطنيين))(3).
والمعروف أنّ القرامطة إحدى الفرق التي تنتسب إلى الإسماعيلية، ولكن هذا خلط بين الإسماعيلية الداعين للحاكم، ومنهم أصحاب قلعة ألَموت، وبين القرامطة أصحاب الدولة التي قامت في البحرين.
وقال الذهبي في (سير أعلام النبلاء): ((كان أبوه كاتباً من دعاة الإسماعيلية))(4).
ودمتم في رعاية الله
(1) أعيان الشيعة 6: 72 أبو علي الشيخ الحسين بن سينا.
(2) أضواء على عقائد الشيعة الإمامية: 303 الفصل الثالث، (13) قدماء الشيعة والعلوم العقلية.
(3) الأعلام 2: 241 الرئيس ابن سينا.
(4) سير أعلام النبلاء 17: 531 (356).
ويقول السيّد حسن الصدر: ((أبو علي ابن سينا، شيخ الحكمة في المشائين، حاله في الفضل أشهر من أن يذكر، وقد أطال القاضي المرعشي في طبقاته الفارسية في الاستدلال على إمامية الشيخ الرئيس، ولم أتحقّق ذلك، نعم، هو ولد على فطرة التشيّع، كان أبوه شيعيّاً إسماعيلياً)).
ويقال: أنّه اتّخذ الحنفية لتساهلها، فكان يشرب الخمر وينهمك في لذّات الحياة!!
وهل هذا ينسجم مع عطائه العلمي؟!
الأخ أبا الغيث المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكثر المصادر التاريخية التي تتحدّث عن سيرة الشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن سينا تشير إلى كونه: إسماعيلي المذهب؛ نظراً إلى ما ورد في سيرته الذاتية التي أملاها على تلميذه الجوزجاني، من أنّ أباه كان ممّن أجاب داعي الإسماعيلية في بخارى، فالمظنون جدّاً أنّ ابن سينا قد اقتفى أثر والده في الاعتقاد، غير أنّ بعض العلماء ممّن ترجم له رجّح أن يكون ابن سينا اثنا عشرياً إمامياً لا إسماعيلياً.. وذلك بناءً على ما ورد في بعض كتبه من قوله بالإمامة، وذهب إلى هذا الرأي: المحقّق المصري سليمان دنيا، في مقدّمته لكتاب (الإشارات والتنبيهات) الطبعة المصرية. ولكن لم تثبت إمامية ابن سينا من مصدر معتبر، وإنّما هي استنتاجات وترجيحات.
وعليه فإنّ المعتمد عليه هو: ما جاء في مطاوي ما ذكره المؤرّخون، كابن أبي أصيبعة في (طبقات الأطباء)(1)، والذهبي في (سير أعلام النبلاء)، وابن النديم في (الفهرست)، وأضرابهم.
وأمّا شربه للخمر، فقد ذكر كلّ من ترجم له أنّه تاب منه ومن كلّ معاصيه لمّا علم أنّه لا شفاء من مرضه الذي أصيب به ومات بسببه.
ودمتم في رعاية الله
(1) عيون الأنباء في طبقات الأطباء: 437 الشيخ الرئيس ابن سينا.
السلام عليكم ورحمة الله
نقل الجوزجاني تلميذ ابن سينا فيما حكاه عنه ابن ابي اصيبعة في (عيون الانباء في طبقات الاطباء) ان ابن سينا كان يجتمع كل ليلة في داره في همذان طلبة العلم وكان يقرأ عليهم من الشفاء والقانون فاذا فرغوا حضر وهيئ مجلس الشراب ... الخ وقد دافع عنه بعض الباحثين وخاصة (الدكتورسليمان دنيا) في الطبعة المصرية للاشارات والتنبيهات في مقدمة طويلة نسب المقصود من لفظ الشراب الى مشروب آخر غير الخمر كان يتعاطاه ابن سينا في اوقات الدرس والتحصيل . وقيل: ان تعاطيه للشراب ان كان المقصود به الخمر او المسكر كما يلوح من بعض عبارات سيرته فهو معصية قد تاب منها وهي لا توجب تكفيرا ولا تضليلا .
ودمتم في رعاية الله