
الأخ حمد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن لا نسلّم بصحّة هذا الحديث(1)؛ فهو لم يُروَ في مصادرنا الحديثية، وروي عند القوم بخبر مرفوع عن سفينة، ولو استدلّ به بعض منّا فهو من باب الإلزام للطرف المقابل.
ولو أردنا قبول الحديث والتسليم به، فهو يبيّن مدّة خلافة عليّ(عليه السلام) بعد رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فلا ينفي تشريع وجعل الإمامة، فالمولى عزّ وجلّ أراد أن تكون بعد النبوّة الإمامة، ولذلك أوصى بها، ولكن القوم أرادوا شيئاً آخر، وهو رفض الإمامة وجعلها خلافة وملوكية، فما يذكره الحديث، لو سلّمنا بصحّته، هو: الإخبار عن مدّة الخلافة الواقعية لعليّ(عليه السلام)، وينطبق على قولنا: مَن جعل الإمامة بالوصية طريقاً للهداية بعد النبوّة.
وأمّا إنّ الإمامة من قبل الله فكيف يمكن أن تُغتصب؟ فهذا صحيح! فإنّ الإمامة المجعولة من الله سبحانه وتعالى للمصطفين، كالنبوّة، لا يمكن أن تُسلب؛ لأنّها رتبة وجودية كمالية ثابتة للإمام.
نعم، الذي سُلب وغُصب شأن من شؤونها، وهو: الحكم والمنصب السياسي، كما كان يُسلب من الأنبياء في الأُمّم السابقة، بل ويُقتلون، ولكن لم يخرجهم ذلك عن النبوّة؛ فلاحظ!
ودمتم في رعاية الله