
الأخ احمد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد ورد قول النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لعليّ(عليه السلام) أنّه: وليّكم بعدي، في عدّة مواطن..
منها: بعد تصدّقه بالخاتم، ونزول آية الولاية، وهنا لا يمكن القول أنّ المراد بالولاية هي الولاية الخاصّة، فلا يمكن هنا ولا في غيرها(1).
وكذلك قال في عليّ(عليه السلام) أنّه: وليّكم بعدي، في حجّة الوداع في غدير خمّ، إذ قال: (اعلموا أنّ عليّاً منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي، وهو وليّكم بعدي)(2).
ومن المواطن التي ذكر فيها النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّ عليّاً(عليه السلام) وليّ كلّ مؤمن بعده، هي غزوة تبوك(3).
ثمّ إنّ هناك صيغاً أُخرى مقاربة للحديث لا يمكن حمل المعنى فيها على ولايته الخاصّة على بعض الأفراد المرسلين إلى اليمن، وهو قول النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لعليّ(عليه السلام): (عليّ منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي)(4)، وفي بعض النصوص (ومؤمنة)(5).
وإذا أردنا أن نجعلها ولاية على البعض، لم يستقم المعنى مع قول النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (كلّ مؤمن)(6).
وحتّى لو كان الحديث من دون (كلّ مؤمن)، فإنّ البعدية فيه لا تؤدّي المعنى المدّعى، وهو ولاية عليّ(عليه السلام) في غيبة النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)؛ إذ لو أراد النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) الولاية على المبعوثين خاصّة لقال: (إنّه وليّي عليكم في غيبتي)؛ فإنّ بعدي لا تؤدّي معنى (غيبتي).
ودمتم في رعاية الله