
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا نوافق على ذلك بتاتاً وإنما حديث الغدير من حيث السند والدلالة تامّ ومن الأدلّة الدامغة التي تثبت ولاية أميرالمؤمنين(عليه السلام)وخلافته بالصراحة وأما عدم احتجاج الإمام علي(عليه السلام) وسيدة النساء(عليها السلام)بهذا الحديث ففيه:
أوّلاً: لا نسلّم ذلك بل احتجّ الإمام(عليه السلام) بهذا الحديث مراراً وفي مواطن عديدة، أوّلها كان بمسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وبعد وفاته(صلى الله عليه وآله) وأمام جمهور المسلمين بما فيهم الصحابة والمستولون على الخلافة وقد ذكر ذلك سليم بن قيس الهلالي في كتابه المعروف والمطبوع فراجع .
ثمّ احتجّ به يوم الشورى كما ذكره اخطب خوارزم في مناقبه ص 217 وغيره واحتجّ به في أيام عثمان بن عفان كما رواه الحمويني في فرائد السمطين الباب 85 عن سليم بن قيس .
وناشد الإمام(عليه السلام) الناس يوم الرحبة سنة 35 عن صحة حديث الغدير فقام بضعة عشر رجلاً من الصحابة فشهدوا وكتم قوم فما فنوا من الدنيا إلاّ وعموا أو برصوا(1).
واحتجّ(عليه السلام) به يوم الجمل سنة 36 على طلحة كما رواه الحاكم في المستدرك ج3 ص 371 ورواه
المسعودي في مروج الذهب ج 2 ص 11 واستنشد (عليه السلام) يوم صفين سنة 37 واحتجّ به .
وحديث الركبان معروف رواه المؤرخون فبعد أن أتاه ركب فقالوا : السلام عليك يا مولانا، قال(عليه السلام) لهم : كيف أكون مولاكم وأنتم عرب؟ فقالوا: سمعنا رسول الله(صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم يقول « من كنت مولاه فعلى مولاه »، فقال(عليه السلام) : وتشهدون على ذلك؟ قالوا: نعم، قال(عليه السلام) : صدقتم، وكان فيهم كبار الصحابة مثل أبي أيوب الأنصاري(2).
وأما السيدة الطاهرة المظلومة(عليها السلام)فاحتجّت بالحديث أيضاً فقد روي الجزري الشافعي في كتابه أسني المطالب قول الصديقة(عليها السلام)( في حديث مسلسل الفواطم) في مقام الاحتجاج : « أنسيتم قول رسول الله يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه » راجع كتاب الغدير ج 2 ص 19-159.
ثانياً: لم ينكر المستولون على الخلافة وأتباعهم فضل علي(عليه السلام)وأولويته بالخلافة منهم حتى يحتاج الإمام(عليه السلام) إلى إثبات أولويته وحقّانيته بالآيات والروايات ومنها حديث الغدير كما قال(عليه السلام) عند ما تعرض لمسئلة الشورى (متى أعترض الريب فيّ مع الأوّل منهم حتى صرت أقرن بهذه النظائر)(3) وإنما كانوا يدعون خوفهم من اختلاف الاُمّة ووقوع النزاع والقتال بينهم إذا لم يسارعوا في تعيين الخليفة كما هو الملاحظ من ظروف السقيفة فقد وقع الخلاف والصراع بين المهاجرين والأنصار وبما أن الإمام(عليه السلام)لم يكن حاضراً لاشتغاله بتجهيز النبي(صلى الله عليه وآله)لذلك لم يرشح من بين المتواجدين في السقيفة ولعلّه لو كان موجوداً لم ينازعه أحد في الخلافة كما صرّح بذلك الأنصار عند ما احتجّ عليهم الإمام(عليه السلام)فقالوا : لو كنت حاضراً كنّا نبايعك، فقال(عليه السلام) ما حاصله : كيف أترك جنازة النبي(صلى الله عليه وآله) وأسعى وراء الرئاسة والخلافة، فهؤلاء عند ما طلبوا من الإمام(عليه السلام)البيعة لا لأجل عدم الإذعان بحقّه حسب ادّعائهم بل ادّعوا خوف الفتنة ولذا سارعوا إلى تعيين الخليفة وطلبوا منه الدخول في ما دخل فيه الناس كما أشارت إليه السيّدة الطاهرة فاطمة(عليها السلام) في خطبتها (ابتداراً زعتم خوف الفتنة ألا في الفتنة سقطوا ... )(4) وأما خطبة الزهراء(عليها السلام) فلم تكن في مقام الاحتجاج على الولاية والخلافة حتى تحتجّ بحديث الغدير بل كان لإثبات حقّها وإرثها ونحلتها وقد ورد في مقدّمة الخطبة قول الراوي أنها(عليها السلام) بعد ما غصبوا منها فدكاً خرجت إلى المسجد في جمع من نسائها وحفدتها وأوردت الخطبة .
ودمتم في رعاية الله